و كان الانسان عجولا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
و كان الانسان عجولاً
مضى العمر و مرت السنين و ما تغير الحال
ما من جديد لم تفرج معه ابداً
فاخذ يتذمر و يتباكى لما و لما و لما
اني ادعو ليل نهار و ما من اجابة
فتبع التذمر بعجلة و باء بغضب على غضب
اقنط من رحمة الله و ترك الطاعة التي عاش عليها سنين
و تحول كما فكر ليرى نفسه و يعيش الحياة بحلاوتها
فالعمر قصير و لا ينتظر فلما اسجن نفسي بالطاعة و انا لا يستجاب لي
كم كان عجولا و لكنه ما عرف ان عجول الا بعد فوات الاوان
و ياليته صبر قليلا لان الفرج ات لا محال و لكن الندم لا ينفع احيانا
تزوجت من شاب ممتاز و ينطبق عليه كل صفات التميز
احبها بكل جوارحه و كان لها سمعا و طاعة
مضى العمر و ما من اولاد في الطريق
اخبرهم الطبيب ان العلة منها
و نصحه الاقربون و الاصحاب بالزواج مرة ثانية
و لكنه احبها بصدق فسلم و فوض امره الى الله
و قال لن اقنط ابدا
و بعد فترة نصحهم بعض الناس بطبيب اخر
فكانت نتيجة زيارتهم له انها سليمة و انه هو صاحب العلة
فتحولت من وردة طيبة الرائحة و المنظر الى نمرود و اعصار قاتل
طلقني و لا تحرمني من نعمة الام اني استطيع ان انجب
دعني بحريتي و لا تقف بطريق سعادتي
فحاورها و حاول اقناعها دون ان يمن عليها بما كان منه بالماض
لكنها ابت و و تبع العناد عجلة و اصرت على الطلاق
فطلقها و رحلت و تزوجت من جديد وهو فعل
و الغريب الغريب انه اليوم لديه من الاطفال ثلاثة و هي ما انجبت
لو انها صبرت و تأنت و حفظت له الود لكنها استعجلت و ندمت يوم لا ينفعها الندم
مضى على وجوده بوظيفته اعوام و لم يتحسن الحال ابدا
و هو يعتقد بقرار نفسه انه القائم على كل العمل
و لكن الراتب ما تغير الى الاحسن و ما زاد ابدا
و لم ينتظر اكثر فقرر بقرارة نفسه ان يختلس و يسرق
و عند اول مبلغ مال لشركتهم سرق المال
و اعتقد انه انتصر على من ظلمه
و اخذ يحلل لنفسه فعلته
و لكن الغريب عند الصباح طلبه مديره بالعمل
و اخبره انه خصص له المبلغ الموجود لديه كمكافئة عمله و تفانيه لديهم
و طلب منه ان يحرر الايصال ليستلمه منهم
فبكى و بكى و بكى و كم كان عجولا لان الرزق قادم لكن لو صبر و اخذ بالحلال
احبته كثيرا و اعطته دفئ مشاعرها و اسكنته بقلبها
و هي ما عرفته حتى
لكنه على قولها كان شاعراً بكلامه مرهف الاحساس و ساحرا
و نصحتها احدى صديقاتها عندما صارحتها و لكنها ابت
لا تعرفيه انه صادق و يحبني و لن يخلف وعده معي
فترجتها صديقتها ان تكون حذرة فقط ليس الا
لكن هيهات فالسمكة علقت بشباك الصياد القذر
و لن ينفعها الندم اذا ما خرجت للهواء
و بالفعل عادت تلملم ما بقي منها من عواطف و احاسيس
و تحاول مداواة الجروح و لكن ابدا
لن تصلح ما كسر ابدا
لو انها صرت و ما تعجلت و لو انها سمعت كلام صديقتها المخلصة
نصحته والدته و قالت يا وليدي يا ولدي يا فلذة كبدي
انها لا تصلح ان تكون زوجة لك ولا ام لاولادك
لكنه ابدا يا امي لا تقفي بوجه سعادتي
احبها يا امي اخبها
الا تعرفين معنى الحب
يا ولدي انها افعى ببجلد حمل لطيف
انها و انها و كم كانت الام متالمة على حال ولدها العجول
فابى و استعجل و اخذها من خلف الابواب و بدون مباركة اهله
و كم كانت النتيجة قاسية و كم بكى دما بدل الدموع و لكن هيهيات ما عاد ينفعه ابداً
لو انه صبر و سمع كلام والدته الطيبة
...
و الكثير الكثير من الامثلة الحية
اقسم ان ما ذكرته كلهم اعرفهم باسمائهم و ما كتبت من الخيال ابداً
اناس اعرفهم جيداً بعضهم ما تخطى صدمة حتى الان فهو كالضائع الحائر
و بعضهم تخطاها للانتحار
و بعضهم لم اذكرهم لانهم استطاعوا ان يعودوا الى حوذة العقل و الدين فاصلحوا ما فسد
نعم ان كان لازال هناك نفس فانت قادر
ان كنت لازلت تتحرك فهناك امل
ان كنت مازلت قادر فانت تستطيع
و ان كنت تستطيع
فابدأ من جديد و لا تاسف على ما فات و لكن ابكي على ما يمر منك حاليا
و على المستقبل البعيد و الغريب